شائع في كلام العرب ، منقول عن أئمّة اللّغة ، والمراد أنّه اسم لهذا المعنى لا صفة بمنزلة الأولى ، ليتعرّض بأنّه ليس من صيغة اسم التفضيل ، وأنّه لا يستعمل استعماله ، وينبغي أن يكون المراد به في الحديث هو هذا المعنى ، ليطابق صدر الحديث ، أعني قوله : ألست أولى بكم من أنفسكم.
ولأنّه لا وجه للخمسة الأوّل ، وهو ظاهر ، ولا للسادس لظهوره وعدم احتياجه إلى البيان ، وجمع الناس لأجله سيّما وقد قال الله تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض)(١) ولا خفاء في أنّ الأولوية بالناس والتولّي والمالكيّة لتدبير أمرهم والتصرّف فيهم بمنزلة النبي صلّى الله عليه وآله هو (٢) معنى الإمامة.
وأجيب : بأنّه غير متواتر ، بل هو خبر واحد في مقابله الإجماع ، كيف وقد قدح في صحّته كثير من أهل الحديث ، ولم ينقله المحقّقون منهم(٣)
__________________
(١) سورة التوبة : ٧١.
(٢) في (م): (وهو) بدل من: (هو).
(٣) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : قوله : (ولم ينقله المحقّقون منهم) فيه : أنّ محقّقيهم لا ينحصر في هذه الثلاثة ، وقد نقله كثير من محقّقيهم على ما نقله أصحابنا في مصنّفاتهم ، وعدم رواية محدّث أو محدّثين لخبر لا يدلّ على فساده ، إذ يجوز أن يكون ذلك الراوي ترك نقل ذلك الحديث لبعض الأغراض ، حتّى أنّ ذلك الراوي لو صرّح بفساد ذلك الحديث لم يكن تصريحه قادحاً فيه.
ولأنّ مسلماً والبخاري والواقدي لم ينقلوا جميع الأحاديث ، فيلزم أن يكون كلّ حديث لم ينقلوه كذباً ، وفساده ظاهر ، ولعلّ الشيخ أراد بالمحقّقين منهم ، [وهنا كلمات