اعتباراً ، من قبيل : البلاغ والمقابلة والإمضاء وتأييد علماء السلف وما إلى ذلك من الموارد ، وإنّ أوصاف النسخة التي كانت بحوزة العلاّمة المجلسي فإنّها غير واضحة ، ومجرّد وصف العلاّمة المجلسي لهذه الرسالة بأنّها قديمة لا ينهض دليلاً على اعتبارها ، وفي الوقت الراهن لا توجد لهذه الرسالة غير نسخة واحدة ، وهي نسخة البهاري.
ثالثاً : إنّ مقارنة أسانيد الكتاب مع الأسانيد المعروفة للمؤلّف يمكنها ـ أحياناً ـ أن تكون مؤيّداً على صحّة انتساب الكتاب إليه ، في حين لا يوجد في هذا الكتاب أىّ سند يساعدنا في إثبات نسبة الكتاب إلى المؤلّف.
رابعاً : ليس بأيدينا أيّ كتاب آخر لسعد بن عبد الله في علم الحديث أو علوم القرآن حتّى نتمكّن من خلاله أن نقارن بينه وبين هذه الرسالة لكي يساعدنا في إثبات نسبة هذا الكتاب إلى سعد بن عبد الله ، فليس لسعد سوى رسالة المقالات والفرق ، حيث يذكر فيها مختلف الفرق الشيعية ، ولا ربط لها بموضوع هذه الرسالة ، أمّا كتابه بصائر الدرجات واختصاره فهو مفقود ، وإنّ الرسالة المطبوعة تحت عنوان مختصر بصائر الدرجات هو كتاب للحسن بن سليمان الحلّي ، وهو عبارة عن مختارات من مختلف الكتب ، وأوّلها هو مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله ، وإنّ القسم المختار من هذا الكتاب(١) في هذا المختصر هو عبارة عن مجموعة من الأحاديث المسندة ، ولا يوجد أىّ شبه بينه وبين الرسالة المقصودة في بحثنا ، وإنّ الأجزاء
__________________
(١) مختصر بصائر الدرجات ، ص ١ ـ ٣٠ ، ص ٣٦ ، ص ٥١ ـ ١٠٦.