يقبح عقلاً رياسة المفضول على الفاضل ، ولا يخفى على المتأمّل ما فيه بعد الاطّلاع على ما سبق (ومحاربوا عليّ عليه السلام كفرة)(١) لقوله صلّى الله عليه وآله : حربك حربي يا علي ، ولا شكّ أنّ محارب رسول الله صلّى الله عليه وآله كافر(٢) ، (ومخالفوه فسقة) لأنّ حقّية إمامته واضحة ، فمتابعته واجبة ، فمن خالفه يكون مخالفاً لسبيل المؤمنين(٣) (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُوْلَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَمَنْ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيْلِ الْمُؤْمِنِيْنَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيْرَاً)(٤).
والحقّ أنّ محارب عليّ عليه السلام يكون مخطئاً ظاهراً ، فيكون من الفئة الباغية إن كانت محاربته عن شبهة وكذا محارب كلّ واحد من الخلفاء
__________________
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : مسألة : المحارب لعلي عليه السلام لا يسمّى مؤمناً ، ويستحقّ العقاب الدائم ، لقوله عليه السلام : «حربك يا علي حربي ، وسلمك سلمي» ، وقوله عليه السلام : «حبّك يا علي حسنة لا يضرّ معها سيّئة ، وبغضك يا عليّ سيّئة لا ينفع معها حسنة» ، ولا يخرجون بذلك عن الإسلام. ١٢ من مفاتيح اليقين.
(٢) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) : ٤٢٣ ، بحار الأنوار : ٣٢ / ٣٢٧ ، سفينة النجاة : ٣٤٠ العمدة لابن البطريق : ٣٢٠.
(٣) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : وأمّا المخالف له إذا لم يبلغ حدّ المحاربة له والمقدّم عليه غيره أو المعتقد أنّ خلافته كانت بالبيعة لا بنصّ ، فهو فاسق عندنا ، وليس بكافر لدخوله في الإسلام المطلق الذي هو الإقرار بالشهادتين ، هذا في الدنيا وأمّا في الآخرة فيحكم عليه بالعقاب لتركه اعتقاد إمامته عليه السلام الواجب عليه. ١٢ شرح زاد المسافرين.
(٤) النساء : ١١٥.