(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)(١) [جاء هذا المقطع في رسالة سعد بن عبد الله ، بعد المقطع التالي].
ـ وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله : (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا)(٢) ، ثمّ نزلت آية التحريم فنسخت هذه الآية ، وقد روى بعضهم أنّ آية التحريم هي قوله : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ)(٣) ، فالإثم هي الخمر ؛ لقوله : (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ)(٤) فهي الإثم.
ـ قول بعضهم عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : إنّ الله جلّ وعزّ حرّم الخمر بقوله : (إنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ)(٥) ، فأمر باجتناب الرجس ، واحتجّ بقول الله في تحريم الرجس كلّه بأنّ الله لم يحرّم على العباد ما حرّم إلاّ لعلّة فيه ، وذلك قوله : (قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِم يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِير فَإِنَّهُ رِجْسٌ)(٦) ، فكلّ رجس محرّم.
ومن المفيد التذكير بهذه النقطة بشأن هذين النصّين ، وهي أنّ هناك في
__________________
(١) التغابن : ١٦.
(٢) النحل : ٦٧.
(٣) الأعراف : ٣٣.
(٤) البقرة : ٢١٩.
(٥) المائدة : ٩٠.
(٦) الأنعام : ١٤٥.