عبارة تفسير النعماني نوعاً من الغموض والإبهام بشأن أكثر الآيات ، بحيث لا يعرف الناسخ من المنسوخ ، وأمّا عبارة رسالة سعد بن عبد الله فهي واضحة ، ومن خلال مقارنتها بعبارة تفسير النعماني يتّضح أنّ مفعول (نَسَخَ) في هذه الآيات مقدّم على الفاعل ، وإنّ الآية الأولى منسوخة ، والآية الثانية ناسخة.
النصّ الثاني :
في تفسير النعماني (بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ١٥).
«ولمّا أردت قتل الخوارج بعد أن أرسلت إليهم ابن عباس لإقامة الحجّة عليهم ، قلت : يا معشر الخوارج ، أنشدكم الله ، ألستم تعلمون أنّ في القرآن ناسخاً ومنسوخاً ...».
«ثمّ قلت : اللهمّ إنّك تعلم إنّي حكمت فيهم بما أعلمه».
ثمّ قال (صلوات الله عليه) : «وأوصاني رسول الله (صلّى عليه وآله) فقال : يا عليّ إن وجدت فئة تقاتل بهم فاطلب حقّك ، وإلاّ فالزم بيتك ، فإنّي قد أخذت لك العهد يوم غدير خم بأنّك خليفتي ووصيّي ، وأولى الناس بالناس بعدي ، فمثلك كمثل بيت الله الحرام ، يأتونك الناس ولا تأتيهم».
رسالة سعد بن عبد الله (الورقة ٢ / ١١ و ١ / ١٢).
وقد روي في الحديث : إنّ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قال للخوارج حين فارقوه وحكموا : «نشدتكم بالله يا معشر الخوارج تعلمون أنّ في القرآن ناسخاً ومنسوخاً ...».