خطبة الكتاب التي لا تختلف عن خطبة تفسير النعماني إلاّ في بعض الموارد القليلة ، وبعد الاستفتاح بعبارة : «قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الهاشمي القمّي» ـ ذكر أقسام آيات القرآن ومفاهيمها ضمن سبعة وأربعين عنواناً ، ثمّ عمد إلى توضيح كلّ عنوان بشكل مختصر مع ذكر آية أو آيتين وربّما ثلاث آيات أحياناً كمثال لذلك العنوان.
إنّ الهيكلية العامّة لكلا التفسيرين متقاربة ، وفيما يتعلّق ببيان المباحث هناك تشابه كبير بين هذين الكتابين. وقد أشرنا إلى نماذج من هذه المباحث في تضاعيف الأقسام السابقة من هذه المقالة ، ومن جملة ما قلناه هو أنّ هناك الكثير من مواطن الاشتراك بين تفسير القمّي وتفسير النعماني في مبحث (المحكم والمتشابه) ، حيث إنّ تفسير (المتشابه) في كلا هذين التفسيرين مشابه للآخر ، ففي مختلف مواطن الجزء الأوّل من تفسير القمّي تمّ بيان معاني الألفاظ المختلفة معتمداً في ذلك على تفسير خاصّ للآيات المتشابهة ، وإنّ وجوه الألفاظ المختلفة في تفسير القمّي هي في الغالب ذات الوجوه في تفسير النعماني أيضاً. وبناءً على ذلك قلنا بأنّه لا بدّ من وجود ارتباط بين تفسير النعماني وتفسير القمّي ، ويبدو أنّ أحدهما قد أخذ من الآخر ، أو أنّهما قد أخذا واقتبسا من مصدر ثالث مشترك بينهما.
وقد ساهم هذا الارتباط والعلقة بين هذين التفسيرين إلى إصلاح بعض مبهمات النسخ من تفسير النعماني وذلك من خلال الاعتماد على تفسير