وذُكر في السلافة بثناء بليغ وذكر أنه «قطن بمكّة شرّفها الله تعالى ... رأيته بها وقد أناف على التسعين والناس تستعين به ولا يستعين ... وكانت وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجّة ١٠٦٨هـ» ثمّ ذكر جملة من أشعاره. وقال في أمل الآمل : حضرت درسه بالشام يسيراً وكنت صغيراً ، ورأيته بمكّة أيّاماً وكان ساكناً بها أكثر من عشرين سنة ، ولمّا مات رثيته بقصيدة (١).
ومنهم : علي الحرّ العاملي ، ابن الحسن بن علي بن محمّد أخو المحدّث الحرّ العاملي. قال أخوه الحرّ(٢) وعنه نقل الأفندي(٣) : «كان فاضلاً صالحاً زاهداً عابداً ، قرأ على أبيه وعليّ ، وتوفّي في طريق مكّة راجعاً بعد ما حجّ ثلاث حجج متوالية في ثلاث سنين ١٠٧٨هـ (١٦٦٧م)»(٤).
ومنهم : زين الدين بن محمّد بن زين الدين الشهيد (ت ١٠٧٤هـ/١٦٦٧م) ، سافر إلى مكّة في سنة ١٠٣٠هـ (١٦٢١م) ، وهي السنة التي انتقل البهائي إليها ، وجاور مكّة إلى أن توفّي بها. ترجمه المحبّي في خلاصة الأثر وعلي خان في سلافة العصر وتلميذه الحرّ في أمل الآمل وأخوه علي في الدرّ المنثور ويظهر من الأخير أنّه ولد ١٠٠٩هـ (١٦٠٠م) ، توفّي ١٠٧٤هـ (١٦٦٤م) ودفن بقرب والده في مقبرة خديجة الكبرى بمكّة ، وفي
__________________
(١) الروضة النضرة : ٣٨٦ ـ ٣٨٧.
(٢) أمل الآمل ١/١١٨.
(٣) رياض العلماء ٣/٤١٠.
(٤) الروضة النضرة : ٣٩١.