( إنّا أنزلنا التوراةَ فيهَا هدىً ونورٌ يحكُمُ بها النبيُّونَ الذينَ أسلَمُوا للَّذينَ هادُوا والرَّبَّانيُّونَ والأحبارُ بما استُحفظُوا من كتابِ اللهِ وكانُوا عليهِ شهدآءَ فلا تخشَوا النَّاسَ واخشونِ ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكُم بما أنزلَ اللهُ فأولئك هم الكافرونَ (٤٤) ) (١).
٣ ـ إن القرآن نزل على سبيل الإعجاز الدائمي فوجب حفظه تأبيداً ، وتلك الكتب جاءت للبيان التوقيتي فلا يستلزم حفظها كحفظه ، ولم يرد أنها نازلة على سبيل الإعجاز والتحدي.
ب ـ هناك روايات تشير صراحة إلى أن كل ما وقع في الأمم السابقة ، لا بد أن يقع في هذه الأمة ، ومنه التحريف ، بدلالة ما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام :
« قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كل ما كان في الأمم السالفة ، سيكون في هذه الأمة مثله ، حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة » (٢).
وغير هذه من الروايات الدالة على هذا المعنى ويرد عليها ما يلي :
١ ـ إن هذه الروايات أخبار آحاد ، ولم يدع فيها التواتر ، وإذا كان الأمر كذلك فإنها لا تفيد علماً ولا عملاً.
٢ ـ على فرض صحة هذه الروايات فإنها تدل على مشابهة الأحداث من بعض الوجوه بين الأمم لا في كل جزئياتها وتفصيلاتها فإن وقع التحريف عندها في كتبها ، فيكفي في وقوع التحريف في هذه الأمة عدم اتباعهم لحدود القرآن وإن أقاموا حروفه (٣).
٣ ـ هناك كثير من الوقائع التي حدثت في الأمم السابقة ولم تقع في أمة محمد ، ولم تصدر من المسلمين أمثالها ونظائرها ، كعبادة العجل ، وتيه بني إسرائيل ، وغرق فرعون ، وملك سليمان عليهالسلام ، ورفع عيسى عليهالسلام إلى السماء ، وموت هارون عليهالسلام وهو وصي موسى عليهالسلام قبل موت موسى عليهالسلام نفسه ، وولادة عيسى عليهالسلام من غير أب ، وعذاب الاستئصال وغيرها (٤).
__________________
(١) المائدة : ٤٤.
(٢) المجلسي ، بحار الأنوار : ٨ / ٤.
(٣) (٤) ظ : الخوئي ، البيان : ٢٢١.