عليها ، حتّى أنّ المؤرّخين يذكرون أنّ أي شخصية عندما تناظر الإمام الصادق عليهالسلام ، إنّما تبدو كأنّها صبىّ أمام المعلّم.
وفي ضوء ما تقدّم ، كانت أقلام العلماء قد سطّرت المؤلّفات الكثيرة التي دارت في مختلف العلوم التي اشتغل عليها الإمام الصادق عليهالسلام ، لذلك أجد نفسي صغيراً لأكتب عن جانب من جوانب حياته المضيئة ، لكن حبّي لهذه الشخصية العظيمة وإيماني الكبير بأفعاله ومواقفه وعلمه شجّعني على تعقّب طريق من الطرق التي سلكها في استشرافه نحو الكمال الإنساني ، وذلك في رحاب أدبه الواسع من خلال وصيّته عليهالسلام لأبي جعفر بن النعمان الأحول التي حاولنا سبر أغوارها بتحقيق عنصر ارتكزت عليه ، ألا وهو التوجيه الحجاجي ، الذي قرّر قضايا عبادية وأخلاقية ونفسية ، فكان حضوره في الوصيّة يشكّل تمظهراً فكريّاً وإقناعيّاً بارزاً ، فكان مقاربة إلى ما يؤول إليه الخطاب الحجاجي من أنماط تبليغية إبداعية مبوّبة على نسق ايدولوجي قارّ في غائيّة معرفية متمركزة في مطلق علمه عليهالسلام.
وكانت خطّة البحث مقسّمة على مقدّمة ومبحثين : الأوّل : الإطار النظري وقد اشتغل على فقرات عدّة : الأولى : ترجمة محمّد بن النعمان الأحول ، والثانية : مهاد نظري للتّوجيه الحجاجي ، والمبحث الثاني : الإطار التطبيقي وفيه خطوات إجرائية لمنهج الحجاج في نصّ الوصية ،وتمثّل بالموجّهات اليقينية ، ثمّ ختم البحث بخاتمة عرضت أهمّ نتائج البحث ، وأخيراً ثبت المصادر والمراجع.