باثنين ، أمّا بالشهادة وأمّا بالقسم فذكر تعالى في كتابه النوعين حتّى لا يبقى لهم حجّة»(١).
وفي ضوء ذلك يجب القول : أنّ كلّ مقسم به يكون حجّة على صحّة الدعوى ، وإنّما تكون الحجّة الناتجة عن صحّة الدعوى متوقّفة على اعتبار المخاطب الذي أتى من أجله القسم(٢) ، لهذا ذكر القشيري في شروط القسم : «ولا يكون القسم إلاّ باسم معظّم»(٣) أي كون المقسم به يقع ضمن الحواضن المعرفية الثقافية التي يتوافق معها المتكلّم والمتلقّي والتي تمثّل حيثيّات إيمانية وعرفية مسلّم بها. إنّ الدلالة الكلّية للقسم لا تتّجه نحو القسم بذاته فحسب ، وإنّما الغاية منها تحقيق المغزى التوصيلي الذي يطمح إلى دفع المتلقّي إلى الوثوق بكلام الباثّ ، ومن ثمّ يكون وجوده ضروريّاً لإنتاج الإقناع أو لاحتمال حصوله على الأقلّ(٤) ؛ برز أسلوب القسم في وصية الإمام الصادق عليهالسلام عبر مجموعة من العوامل الحجاجية ـ مثلّث المقسم به ـ وهي توجّه الملفوظ وجهة حجاجية ، وحمل المتلقّي على التصديق والاقتناع بها في حالتي النفي والإثبات للدعوى ، وبذلك انقسمت التراكيب اللغوية المتضمّنة لأسلوب القسم في الوصية من الناحية الحجاجية على قسمين :
__________________
(١) الإتقان في علوم القرآن ٢ / ١٣٣.
(٢) ينظر : رسائل الإمام علي عليهالسلام في نهج البلاغة : ١٣٠ ـ ١٣١.
(٣) معترك الأقران في إعجاز القرآن ٢ / ٤٥٠.
(٤) ينظر : رسائل الإمام علي عليهالسلام في نهج البلاغة : ١٣١.