والتردّد والإنكار ، فضلاً عن إمكانيّتها في حصر الإمكانيّات التأويلية والقصدية الدلالية ، كذلك تضييق الفجوة بين المتكلّم والمتلقّي وتجنّب الجدل بينهما.
الموجّهات اليقينية :
يرى عبد الله صولة : أنّّ الموجّهات اليقينيّة تعدّ الضمان لحقيقة الكلام ولإمكان أن يكون هذا الكلام مقنعاً على الرغم من اصطباغه بالذاتية ، ذلك أنّ الإقناع يحصل لدى المتلقّي بمجرّد أنّ القضية المعروضة عليه جاءت موجّهه توجيه إثبات(١). وقد تجسّدت الموجّهات اليقينية في مجموعة من العوامل الحجاجية التي تعطي تطمينات إلى المتلقّي بإمكانية تصديق بنية الملفوظ الذي وردت فيه.
لقد تضمّنت وصيّة الإمام الصادق عليهالسلام العديد من الموجّهات اليقينية الإثباتية والتي منها :
أوّلا : القسم :
يعدّ القسم نوعاً من أنواع الفعل الكلامي الذي يوجّه القول توجيهاً يقينيّاً إثباتيّاً يلجأ إليه المتكلّم لتوكيد كلامه ، فهو إذ يثبت القول ويوجّهه يجعل في الوقت نفسه الحجّة على المخاطب ويلزمه بها ، وفي ذلك يقول القشيري : «إنّ الله ذكر القسم لكمال الحجّة وتأكيدها ، وذلك أنّ الحكم يفصل
__________________
(١) ينظر : الحجاج في القران الكريم : ٣٢٠.