تتّكىء على هدف التوجيه وبما يتلاءم وطبيعتها المقامية والسياقية ، إذ من خلالها يقوم المرسل بتوجيه المرسل إليه عبر اللغة وبها سعياً منه إلى توجيه المتلقّي نحو فعل مستقبلي معيّن ، لذلك نجد وصيّة الإمام الصادق عليهالسلام قد تشكّلت فيها مجموعة من الموجّهات الحجاجية التي تبغي الإقناع والتأثير ومن ثمّ توجيه المتلقّي نحو عمل ما أو تركه عن طريق (الإقناع والإذعان).
وقد وردت في الوصية مجموعة من الموجّهات اليقينية معتمدين في إبرازها على مجموعة من العوامل والوحدات اللغوية التي تقوم بوظائف حجاجية ، والتي يعرّفها موشلر وروبول بأنّها : «الآثار الظاهرة في الخطاب»(١)فهي بارزة للعيان في بنية الملفوظ ولها قيمة توجيهية في هذا الملفوظ باتّجاه النتيجة وتقويتها ، إذ أنّها لا تربط بين متغيّرات حجاجية ، أي بين حجّة ونتيجة او بين مجموعة حجج كما يحصل مع الروابط الحجاجية ، ولكنّها تقوم بحصر الإمكانات الحجاجية وتقييدها ، أي إنّ العامل الحجاجي يعمل على إظهار (الموضع) في الملفوظ ، وبدوره يعمل هذا الموضع علّة تحديد الاتّجاه التأويلي الصحيح للوصول إلى النتيجة النهائية التي يكون لها الدور الرئيس في إحداث التوجيه(٢).
ومن خلال ما سبق تبيّن أنّ التوجيه الحجاجي تتجسّد وظيفته من خلال العوامل الحجاجية على حمل المخاطب بها على الاقتناع وترك الشكّ
__________________
(١) العامل الحجاجي والموضع ضمن كتاب الحجاج مفهومة ومجالاته: ٣٠٨.
(٢) ينظر : رسائل الإمام علي عليهالسلام في نهج البلاغة ـ دراسة حجاجية ـ : ١٢٩ ـ ١٣٠.