معيّن في المستقبل»(١) وبذلك تتعدّد أفعال الإنجاز والتوجيه.
ومنها الأوامر والطلبات والاقتراحات(٢) ولكي يحقّق المرسل فعل التوجيه في الخطاب فإنّه «يستعين بأدوات أُخرى وآليّات مختلفة منها أساليب الأمر والنهي والتحذير والإغراء والروابط والعوامل الحجاجية ، وذلك بالاستناد إلى دور السياق والمقام»(٣) فالأفعال التوجيهية تعبّر عن توجّه المرسل إلى أن ينفّذ المرسل إليه بعض الأفعال في المستقبل ، كما أنّها تعبّر عن رغبة المرسل أو أمنيّته بأن يكون خطابه أو بأن تؤخذ إرادته التي انطوى عليها خطابه على أنّها هي السبب الرئيس أو الدافع الحقيقي في الفعل الذي سوف يأتي به المرسل إليه مستقبلاً(٤). إنّ الموجّهات اللغوية محمّلة بطاقة حجاجية يتمّ توظيفها من الباثّ فتكون قادرة على توجيه الملفوظ تبعاً لقصديّة الكلام ومتطلّبات التلقّي والتوصيل ، إذ يقف المخاطب بخطابه عند عتبات إشارية ـ موجّهات ـ يستدعيها ويوظّفها بما ينسجم وتوجيه القول من جهة ، وتوجيه المتلقّي إلى عمل ما من جهة أُخرى(٥).
ومن هنا نجد طبيعة الخطاب التي حفلت بها وصية الإمام الصادق عليهالسلاملأبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول قد تميّزت ببناء استراتيجية توجيهية
__________________
(١) Les Universe decroyanceeT la theories semantique in Etudes linquistiques:٤١.
(٢) ينظر : رسائل الإمام علي عليهالسلام في نهج البلاغة ـ دراسة حجاجية ـ : ١٢٨.
(٣) المرجع نفسه : ١٢٨.
(٤) ينظر : استراتيجية الخطاب : ٣٣٧.
(٥) ينظر : رسائل الإمام علي عليهالسلام في نهج البلاغة ـ دراسة حجاجية ـ : ١٢٩.