في وصية الإمام الصادق عليهالسلام اذ تزيد درجة إثبات الدعوى بارتفاع درجة الإنكار ، وتطابق الجمل بأنماط مقامية مختلفة تتمايز بموقف المخاطب من فحوى القضية انطلاقاً من مجرّد التردّد في قبول هذه الفحوى إلى الإنكار التامّ ، فكلّما ازداد الإنكار احتيج إلى مضاعفة التوكيد(١) ، وتظهر هذه الدعوى في إشكال بنيوية متباينة ، وذلك حتّى تكون منسجمة ومتطابقة مقاميّاً ، وكما يأتي :
١ ـ الطبقة المقامية الأولى :
وهي الطبقة التي يكون فيها المخاطب جاهلاً بالمعلومة التي يقصد اعطاءه إيّاها أو يعدّ المتكلّم أن المخاطب يحملها ، أي المعلومة لا تدخل في القاسم الإخباري المشترك بين المتكلّم والمخاطب(٢) ، وتتمثّل في الملفوظات الآتية :
والله إنّي لأعلم بشراركم من البيطار بالدوابّ(٣).
والله لو قدّم أحدكم ملء الأرض ذهباً على الله ....(٤).
فقد مثّلت الدعوى ـ جواب القسم ـ في المثالين المعلومة التي يجهلها المخاطب بالنسبة للمتكلّم لذا يلجأ الأخير إلى إثباتها والسعي للحصول على
__________________
(١) ينظر : قضايا اللغة العربية في اللسانيّات الوظيفية ، البنية التحتية أو التمثيل التداولي نموذجاً : ١٨٨.
(٢) ينظر : الوظائف التداولية في اللغة العربية : ٢٩.
(٣) ينظر : تحف العقول : ٣٠٨.
(٤) ينظر : المصدر نفسة : ٣٠٩.