والتفضيل(١) ، وقد أوضح العسكري(ت ٣٩٥ هـ) معنى الاختصاص ، وفرّقه عن الانفراد ، فقال : «إنَّ الاختصاصَ انفرادُ بعض الأَشياء بمعنى دون غيره ، كالانفراد بالعلم والمُلك ، والانفراد تصحيحُ النفس وغير النَّفس ، وليس كذلك الاختصاص ؛ لأنَّهُ نقيض الاشتراك ، والانفراد نقيض الازدواج ، والخاصَّة تحتمل الإِضافة وغير الإضافة ؛ لأنَّها نقيض العامَّة ، فلا يكون الاختصاص إلاَّ على الإِضافة ؛ لأنَّه اختصاص بكذا دون كذا»(٢) ، فالمختصُّ مُنْفَرِدٌ بِحُكْم من دونِ غيره ، وتكون له بذلك الأفضليَّة على غيره ، وعُرِفَ الاختصاص في النَّحو على وجه العموم بأَنَّهُ «قصر الحُكْمِ على بعضِ أَفرادِ المذكور»(٣) ، فمن نَخُصُّهُ بشيء ، ونقصر عليه أمراً ، فهو مفضَّل على غيره ، مُمَيَّز بأوصاف التخصيص.
وعدّ الدكتور تمّام حسَّان الاختصاص علاقة سياقيَّة كُبرى ، أو قرينة معنوية كبرى ، تتفرّع عنها قرائن معنوية أخَصّ منها ، وأنَّ هذه القرائن الخاصّة كلّها تجتمع في قرينة معنوية كبرى أعمّ منها تشملها جميعاً ، وتسمَّى قَرينة الاختصاص(٤).
وقد اشتمل كلام الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام على وسائل للاختصاص
__________________
(١) ينظر : فقه اللغة وسرّ العربية : ٢٢٣.
(٢) الفروق اللغوية : ١٤٠.
(٣) حاشية الصبّان ٣ / ٢٧٤ ، ومعجم المصطلحات النحوية والصرفية ، محمّد سمير نجيب ٧٤.
(٤) ينظر : اللغة العربية معناها ومبناها ١٩٤ ـ ١٩٥.