وإنّ عبارة شيخنا ، تعني شيخ طائفتنا(١). وعليه لا إشكال في استعمال العلاّمة الحلّي لهذه العبارة(٢).
وعلى الرغم من عدم تمامية الإشكال الذي أورده علماء الرجال على العلاّمة الحلّي بتلك الصيغة من وجهة نظرنا ، ولكن يمكن تقرير الإشكال بصيغة أخرى ، ببيان أنّ القسم الأوّل من خلاصة العلاّمة الحلّي خاصّ بالمقبولين من الرواة(٣) ، في حين لا نرى في ترجمة الوزير المغربي أيّ توثيق أو وصفه بما يُشعر المدح والثناء ، من هنا يبدو أنّ العلاّمة الحلّي قد ذهب إلى اعتبار وصف (شيخنا) يعود إلى الوزير المغربي ، ويحتمل أنّ العلاّمة الحلّي في هذه الترجمة لم يراجع أصل رجال النجاشي ، وإنّما اعتمد في ذلك
__________________
(١) إنّ استعمال كلمة (شيخنا) هنا ليس من باب الاستعمال المجازي ، وإنّما المراد من الضمير (نا) في هذه العبارة يعود إلى الطائفة ، وليس التلاميذ. وإنّ تعيين مرجع الضمير لا ربط له بالحقيقة والمجاز. ونجد ما يُشبه هذا الاستعمال في كلمة (شيخنا) في رجال النجاشي ، ص ٣٩٨ / ١٠٦٤. انظر : قاموس الرجال ، ج ٩ ، ص ٤٠٣.
(٢) قاموس الرجال ، ج ٣ ، ص ٤٩٧.
(٣) إنّ عبارة مقدّمة خلاصة العلاّمة الحلّي كالآتي : (ولم نطل الكتاب بذكر جميع الرواة ، بل اقتصرنا على قسمين منهم ، وهم الذين اعتمد على روايتهم ، والذين أتوقّف عن العمل بنقلهم ... ورتّبته على قسمين وخاتمة : الأوّل : فيمن اعتمد على روايته ، أو ترجّح عندي قبول قوله) ، (ص ٢ و ٣) ، إنّ عبارة : (ترجّح عندي قبول قوله) لا تخلو من الغموض ، ويبدو أنّ المراد هم أولئك الذين دلّت الأمارة على وثاقتهم. وتفصيل هذا البحث لا يتّسع له هذا المقال. وعلى كلّ حال يبدو أنّ عبارة الثناء في ترجمة الوزير المغربي التي تبرّر ذكر اسمه في القسم الأوّل من خلاصة العلاّمة الحلّي ، فهي عبارة (شيخنا).