يومِ الجمعة ، وجلستُ في الدارِ) ، ولو لم تكن مُتضمَّنَة ، كان اسماً صريحاً ولم يكن مفعولاً فيه ، فيُعرب بحسب موقعه نحو : (يومُ الجمعةِ يومٌ مباركٌ ، ، والدارُ لزيد)(١). فبالظرف يتحقّق اختصاص زمان الحدث ومكانه على جهة التعيين والاختصاص ، إذ إنّ للظرف تعلُّقاً بالفعل ؛ لأنّه يفيد تقييد إسناد الفعل بجهة معيّنة.
ومن استعمال الظرف للاختصاص في كلام الإمام الحسن المجتبى ، قوله عليهالسلام : «والتمسوا ذلك عندَ أهله ، فإنّهم خاصّةُ نور يستضاءُ بهم وأئمةٌ يُقتدى بهم ، بهم عيشُ العلم وموتُ الجهل ، وهم الذين يخبرُكم حكمُهم عن علمهم ، وظاهرُهم عن باطنهم ، لا يخالفون الحقَّ ولا يختلفون فيه ، وقد خلتْ لهم من الله سُنّةٌ ، ومضى فيهم من الله حُكْمٌ ، إنّ في ذلك لذكرى للذاكرين»(٢) فـ : (عند) ظرف مكان عند النحويّين وقد تستعمل للزمان قليلاً ، لكن المتمعّن في دلالتها يجدها دالّة على حضور ما تتعلّق به حسّاً ، نحو : (الكتاب عندك) ، أو معنىً ، كما في قول الإمام آنفاً ، الدالّ عليه الظرف المضاف (عند أهله) ، وقد خصّص معرفة التقى ، والتمسّك بميثاق الكتاب ، وتلاوة الكتاب حقّ تلاوته عند آل البيت عليهمالسلام ، فلا علم إلاّ علمهم ، لأنّهم عِدلُ الكتاب وتراجمةُ وحي الله.
__________________
(١) ينظر : الكناش في فني النحو والصرف ١ / ١٧٧.
(٢) بحار الأنوار ٧٥ / ١٠٥.