الجواب ، كضعف أداة الشرط للعمل في ما قبلها ، وحفظ المراتب ، والسببية ، وغير ذلك(١) ، إذ إنّ الصدارة في الكلام ، والرتبة ، والسببية ، والنتيجة تصطدم كلّها بالتقدّم من أجل العناية بالمتقدِّم ، ولأنّ ضعف العامل وقوّته مسألة عقلية لا ترتبط بالاستعمال اللغوي ، فالمتكلّمُ له أن يُعنى بالجواب أو ما يُشعِرُ به فيقدِّمه ، عنايةً به ، وإغراءً للسامع ، إن كانت النتيجة هي المطلوبة.
وورد العدد نائباً عن المفعول المطلق في قوله عليهالسلام في توبيخ الوليد بن عقبة : «وأمّا أنتَ يا وليد بن عقبة ، فواللهِ ما ألومُكَ أن تَبغضَ عليّاً ، وقد جلدكَ في الخمر ثمانين جلدةً»(٢) ، فـ : (ثمانين) عدد نائب عن المصدر (جلدة) مضاف إليه ، وإنّما ناب عنه لغرض تخصيص مقدار الحدّ الواجب ، ولولا ذكره لوقع الإبهام في الحدِّ ، ولكان الإعمام في الكلام سيّد المقام ، فانجلت بالعدد المضاف إلى المصدر عقدة الإبهام.
٣ ـ المفعول فيه :
هو «ما نصب من اسم زمان ، أو مكان مقارن لمعنى (في) دون لفظها»(٣)والمقارنة هنا بمعنى التضمين ، أي : إنّ المفعول له لا يُنصب إلا أن تكون (في) مقدّرة فيه ، فإذا لُفظت امتنع نصبه ووجب خفضه ، نحو : (سرتُ في
__________________
(١) ينظر : كتاب سيبويه ٣ / ٦٦ ، والمقتضب ٢ / ٦٨ ، والخصائص ٢ / ٣٨٩ ـ ٣٩٠.
(٢) بحار الأنوار ٤٤ / ٨١.
(٣) شرح الكافية الشافية ٢/٦٧٥.