الجنّة والنار»(١) ، والمقصود به : «الوقوف عند ذكر الجنّة والنار ، يسأل في الأولى ، ويستعيذ في الأخرى»(٢).
وهذه المعاني كلّها ترجع إلى التدبّر في قراءة القرآن الكريم ، وبذل الوسع في استيضاح مقاصد النصوص القرآنية والعمل بها ، ما استطاع المؤمن إلى ذلك سبيلاً.
وقد أكّد الإمام الحسن هذه المعاني في ذيل النصّ المتقدّم فقال عن القرآن الكريم : «واعقلوه إذا سمعتموه عقلَ رعاية ، ولا تعقلوه عقلَ رواية ، فإنّ رواةَ الكتاب كثيرٌ ورعاتَه قليلٌ ، والله المستعان»(٣) ، وفي النصّ ورد المفعول المطلق (عقل دراية ، وعقل رواية) مبيّناً لنوع الحدث عن طريق الإضافة ، فخصّصت الدراية بالعقل ، لأنّها المقصودة ، ونُفي النوع الآخر ، لأنّه لا يحقّق الغرض المنشود.
والذي يعضد ذلك الاختصاص أنّ الفعل الذي اشتقّ منه المصدر (اعقلوه) ، تقدّم على أداة الشرط وفعل الشرط ، وإنّما تغيّر ترتيب جملة الشرط هنا مع أنّها من الرتب المحفوظة غالباً ، لبيان مقدار العناية والاختصاص بعقل الدراية ، ذلك أنّ الجواب المتقدّم له من الحظوة في هذا السياق ما لا يخفى ، ولا يُعتدُّ بما ذكره نحويّو البصرة من حجج لمنع تقدّم
__________________
(١) بحار الأنوار ٨٩ / ٢١٤.
(٢) تفسير العياشي ١ / ٥٧.
(٣) بحار الأنوار ٧٤ / ٣٧٠.