وأهمّيته لكونه غائباً عن الذهن غير قارّ في العقل والوجدان ، وخُصِّصَ وقُيِّدَ بـ : (يقيناً) لتثبيت أنّ علم الإمام علم يقيني لدنّي لا يرقى إليه الظنّ والشكّ والاحتمال وغير ذلك من منازل الأخبار غير اليقينية.
وورد في النصّ أيضاً ما ينوب عن المفعول المطلق في قوله عليهالسلام : (ولن تتلوا الكتاب حقَّ تلاوته) ، فـ : (حقَّ) صفة للمصدر (تلاوته) ، وقد أضيفت إليه ونابت عنه في المصدرية ، على قاعدة أنّ المضاف والمضاف إليه بحكم الكلمة الواحدة ، وشأن هذه النيابة عن المصدر كشأن قولنا : «ضَرَبْتُ زَيْداً حَقَّ ضَرْبِهِ ، وَأَصْلُهُ تِلاوَةً حَقّاً. ثُمَّ قُدِّمَ الْوَصْفُ ، وَأُضِيفَ إِلَى الْمَصْدَرِ ، وَصَارَ نَظِيرَ : ضَرَبْتُه شَدِيدَ الضَّرْبِ ، إِذْ أَصْلُهُ : ضَرْباً شَدِيداً»(١).
وإنّما خرج التعبير عن نمطه الأصلي ، فقدِّمت الصفة على الموصوف وأضيفت إلى المصدر المؤكّد لفعله ، لغرض المبالغة في توكيد هذه التلاوة الحقّة ، وقد ورد عن الأئمّة الهداة في تفسير هذه التلاوة ما نصّه عن الإمام الصادق عليهالسلام : «يرتّلون آياته ، ويتفقّهون به ، ويعملون بأحكامه ، ويرجون وعدَه ، ويخافون وعيدَه ، ويعتبرون بقصصه ، ويأتمرون بأوامره ، وينتهون بنواهيه ، ما هو والله حفظ آياته ، ودرس حروفه ، وتلاوة سوره ، ودرس أعشاره وأخماسه ، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده ، وإنّما هو تدبّر آياته والعمل بأحكامه»(٢) ، وعنه عليهالسلام في معنى حقّ التلاوة أيضاً : «الوقوف عند
__________________
(١) البحر المحيط ١ / ٥٩٢.
(٢) مجموعة ورام ٢ / ٢٥٢.