وَاحِد ، وَالْفِعْل مُشْتَقّ من الْمصدر ، فَإِذا ذكرت الْمصدر مَعَ فعله فضلَةً ، فَهُوَ مَنْصُوب ، تَقول : قُمْت قيَاماً ، وَقَعَدت قُعُوداً»(١) ، والقرينة الدّالَّة عليه قرينة معنوية ، تسمَّى (التَّحديدُ والتَّوكِيد) ، «والمقصود بالتحديد والتوكيد : تعزيزُ المعنى الذي يفيده الحدث في الفعل ، وذلك بإيراد المصدر المشترك مع الفعل في مادَّته ؛ لأنَّ المصدر هو اسم الحدث ، ففي إيراده بعد الفعل تعزيز لعنصر الحدث ومعنى الفعل ، وتكون التقوية بواسطة ذكره مفرداً منوّناً على سبيل التأكيد ، أو مضافاً لمُعَيَّن لإفادة النوع ، أو موصوفاً لإفادة النوع أيضاً ، أو مُمَيِّزاً لعدد ، فيكون العدد نفسُه مفعولاً مطلقاً»(٢).
وورد التخصيص في كلام الإمام الحسن المجتبى بالمفعول المُطلَق المؤكِّد لفعله في قوله عليهالسلام : «واعلموا علماً يقيناً أنّكم لن تعرفوا التقى حتّى تعرفوا صفة الهدى ، ولن تُمسكوا بميثاق الكتاب حتّى تعرفوا الذي نبذه ، ولن تتلوا الكتاب حقَّ تِلاوتِه حتّى تعرفوا الذي حرّفه»(٣) ، فقال : (اعلموا علماً يقيناً) ، فـ :(علماً) مصدر جِيءَ به لتوكيد الحدث المُطلَقِ المُجَرَّدِ ، ثمَّ وُصِفَ المصدر بـ : (يقيناً) ، لفائدة بيان نوع ذلك التسليم ، وتحديده بذلك النوع ، فقد يتبادر إلى الذهن سؤالٌ عن صفةِ ذلك العلم في حال لم يُذكر في الكلام ، و (يقيناً) قد بيَّن ذلك ، فجاء المصدر لتأكيد ما سيعلمه الإمام للأمّة
__________________
(١) ينظر : اللمع في العربية : ٤٨.
(٢) اللغة العربية معناها ومبناها : ١٩٨.
(٣) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٣٨٧.