الذنوب وارداً لا محالة ، إذ إنّ أسباب ترك الذنب متعدّدة ، وكلام الإمام في مقام إرصاد حالة ترك الذنب في مورد مخصّص وهو إدامة الاختلاف إلى المسجد.
وقال رجل للإمام الحسن عليهالسلام بعد اعتزاله الخلافة الدنيوية : «إنّ الناس يزعمون أنّك تريد الخلافة؟» ، فأجابه الإمام : «كانت جماجمُ العرب بيدي ، يسالمون ما سالمتُ ويحاربون مَن حاربتُ ، فتركتُها ابتغاءَ وجهِ الله تعالى»(١) ، فقد خَصَّصت العلّةُ (ابتغاء وجه الله تعالى) ، وقَيّدتْ حدثَ الترك ، ولم تترك لمفتر أن يتأوّل لترك الإمام الخلافةَ أسباباً يختلقها ، أو ظنوناً مردّها إلى قصور الأذهان عن إدراك الأحكام الواقعية لما يصدر عن الأئمّة عليهمالسلام. ذلك مع أنّ الإمام المجتبى أوضح أنّ من أعلى مصاديق ابتغاء وجه الله في تركه الخلافة ، طاعته لما أخبر به أبوه عن جدّه عن الله عزّ وجلّ ، إذ يقول المجتبى لرجل من شيعته : «سمعت أبي يقول : قال رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) : لن تذهبَ الأيّامُ والليالي حتّى يَلِيَ على أُمّتي رجلٌ ، واسعُ البُلعُوم ، رَحِبُ الصدر ، يأكل ولا يشبع ، وهو معاوية ، فلذلك فعلتُ ما جاء بك»(٢).
٢ ـ المَفْعُول المُطْلَق :
هو «كلُّ اسْم دلّ على حدث وزمان مَجْهُول ، وَهُوَ وَفعله من لفظ
__________________
(١) المصدر نفسه ٤٤ / ٢٥.
(٢) المصدر نفسه : ١٠ / ١٠٥.