إذ أمكنه التغلّب على هذه المشكلة من خلال التورية ، وإنّ العبارة المتقدّمة التي تنطوي على التورية يمكن لها أن تكون دليلاً على شدّة تمسّكه بالتشيّع ؛ إذ أنّه يحجم عن الكذب حتّى في حالة التقية.
رابعاً : وبما إنّه قد كتب هذه الرسالة في ظروف التقية ، فقد دعاه ذلك إلى الإحجام عن انتساب أمّه إلى أبي عبد الله النعماني (بوصفه من مشاهير علماء الشيعة) ، إلاّ أنّ ابن خلّكان صرّح بأنّها بنت أبي عبد الله النعماني في رسالة (أدب الخواص)(١).
خامساً : إنّ هذه الرسالة تشير إلى مثابرة الوزير المغربي على طلب العلم ، وهو أمر قد شهد له به والده أيضاً.
ما كتبه والد الوزير المغربي في شأنه :
لقد كتب والد الوزير المغربي (عليّ بن الحسين) على ظهر نسخة من كتاب (اختصار إصلاح المنطق) ـ وهو من تأليف الوزير المغربي ـ في وصف ولده ما يلي :
«وُلد ـ سلّمه الله وبلّغه مبلغ الصالحين ـ أوّل وقت طلوع الفجر من ليلة صباحها يوم الأحد ، الثالث عشر من ذي الحجّة سنة سبعين وثلاثمئة ، واستظهر القرآن وعدّة من الكتب في اللغة والنحو ، ونحو خمسة عشر ألف بيت من مختار الشعر القديم ، ونظم الشعر وتصرّف في النثر ، وبلغ من الحظ
__________________
(١) ابن خلّكان ، وفيات الأعيان ، ج ٢ ، ص ١٧٢.