مدح أمير المؤمنين عليهالسلام ، وتصريحه بغصب حقّه من قبل الخلفاء الأوائل وهجائه لهم(١). وننقل هنا شيئاً من أشعاره تيمّناً :
«صلّى عليك الله يا من دنا |
|
من قاب قوسين مقام النبيهِ |
أخوك قد خُولفتَ فيه كما |
|
خُولف في هارون موسى أخيهِ |
هل برسول الله من أسوة |
|
لم يقتدِ القومُ بما هُنّ فيهِ»(٢). |
وقد تمّت الإشارة في هذه الأبيات إلى حديث المنزلة ، الذي قال فيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعليّ عليهالسلام : «يا عليّ أنت مني بمنزلة هارون من موسى».
ومن الجدير بالذكر أنّ الوزير المغربي لم يصرّح باعتناقه مذهب أهل السنّة ، حيث يبدو من ذلك أنّه لم يرَ ضرورة للكذب في إبداء هذا المعتقد ؛
__________________
الأمراء والرؤساء الذين بينه وبين الكوفة ، يعرّفهم فيه أنّ محظيّة له توفيت وإنّ تابوتها يجتاز بهم إلى مشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وكان قصده أن لا يتعرّض أحد لتابوته وأن ينطوي خبره ؛ فتمّ له ذلك ، وحمل الكتاب مع تابوته ، وكلّ من يجتاز به ظنّ أنّه الجارية ، حتّى وصل ودفن بالمشهد (انظر : بغية الطلب ، ج ٦ ، ص ٢٥٥٥). وقيل أيضاً : إنّ الوزير المغربي كان قد أوصى بأن يدفن تحت أعتاب الإمام الحسين عليهالسلام ، وقد كتب بيتين من الشعر لتوضع على شاهدة قبره (انظر : الوزير المغربي ، ص ١٥٢) ، ولكن يبدو أنّه أعرض عن هذه الوصية.
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، ج ٦ ، ص ١٧ (ونقلاً عنه في الوزير المغربي ، ص ١٣٦٠ ، الأبيات : ١٣ ـ ٢٧) ، وانظر أيضاً : الوزير المغربي ، ص ١٢٧ وص ١٤٨ نقلاً عن أعيان الشيعة ، ج ٦ ، ص ١١٦.
(٢) أعيان الشيعة ، ج ٦ ، ص ١١٦ ؛ الوزير المغربي ، ص ١٥٨. هذا وقد نسب البيت الثاني والثالث بعد تغيير طفيف في الألفاظ إلى الرئيس أبو يحيى بن الوزير أبو القاسم المغربي (انظر : مناقب ابن شهرآشوب ، ج ٢ ، ص ٢٢٣).