على انتساب النعماني إلى مدينة النعمانية ، وبذلك يكون بحثنا في هذا الموضوع قد تمّ.
ثانياً : لقد كانت خاتمة أسرة الوزير المغربي في مصر مريرة ومؤلمة ، فقد قام الحاكم العبيدي بقتل والده وعمّه ، وقد تعقّب إخوته ، فظفر بشقيقين للوزير المغربي وقتلهما ، بينما تمكّن الوزير المغربي من التواري والخروج من مصر خلسة ، وبعدها أخذ يسعى في الانتقام من حاكم مصر ، وقد شكّلت هذه الفترة من حياة الوزير المغربي منعطفاً هامّاً في حياته السياسية ، وسوف نشير إليها إجمالاً.
ثالثاً : قد سعى الوزير المغربي في هذه الرسالة إلى التظاهر باعتناق المذهب السنّي ، وليس هناك من شكّ في أنّ ذلك كان منه بداعي التقيّة ، إذ لا شكّ ولا شبهة في تشيّعه(١) ، وإنّ ترجمته في رجال النجاشي ـ الخاصّ بفهرسة مصنّفات الشيعة ـ يُشكّل دليلاً قاطعاً على انتمائه إلى التشيّع ، وقد ذكر أبو جعفر البصري النقيب أستاذ ابن أبي الحديد المعتزلي ما يؤيّد أنّ الوزير المغربي كان رافضيّاً(٢) ، ولا يخفى مدى تعلّقه الكبير بأهل البيت عليهمالسلام ويبدو ذلك جليّاً من وصيّته بدفنه إلى جوار أمير المؤمنين عليهالسلام ، وسعيه الحثيث إلى تحقيق هذه الوصية(٣) ، وأهمّ دليل على تشيّع الوزير المغربي قصائده في
__________________
(١) الوزير المغربي ، ص ٨٩ ـ ٩٠.
(٢) شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة ، ج ٦ ، ص ١٤ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٨ ، ص ١٨٧.
(٣) ولما أحسّ [الوزير المغربي] من نفسه بالموت كتب كتاباً إلى كل من يصل إليه من