ولا وليمة إلاّ ولعرس ، ولا كنت متشاغلاً إلاّ بعلم أو دين ، ولقد سلم لي من جزازات كتبي ما هو اليوم دالّ على تشاغلي بالدين القيّم ، واستمراري على النهج الأسلم ؛ لأنّه ليس كتاب من كتب السنة إلاّ وقد أحطت به رواية ورمته دراية ، وها هنا اليوم نسختان من موطّأ مالك سماعي من جهتين ، وعليهما خطوط الشيخين والصحيحان لمسلم والبخاري ، وجامع سفيان ومسانيد عدّة عن التابعين ، ولي ـ وأحمد الله ـ إملاءات عدّة في تفسير القرآن وتأويله وتخريجات من الصحاح المذكورة ، وسمعت كتاب المزني عن الطحاوي عن المزني ، وأمّا الأحاديث المنثورة التي كنت أبكّر بكور الغراب لاستماعها ، وأطرح زينة الدنيا في مزاحمة أشياعها فأكثر من أن تحصى».
إنّ الوزير المغربي عمد من خلال هذه التوضيحات إلى إثبات عدم صحّة الظنون الباطلة في حقّه.
توضيح بعض المسائل في هذه الرسالة :
أوّلاً : إنّ والدة الوزير المغربي ـ التي كانت لها بعض الأملاك التي ورثها الوزير المغربي ـ هي فاطمة بنت أبي عبد الله النعماني(١) ، وقد سبق لنا أن ذكرنا بعض الاحتمالات بشأن لقب النعماني ووجه نسبة هذا اللقب إليه دون أن نصل إلى نتيجة واضحة بهذا الشأن(٢) ، إلاّ أنّ هذه الفقرة تشكّل دليلاً واضحاً
__________________
(١) رجال النجاشي ، ص ٦٩ ، رقم : ١٦٧.
(٢) تناولنا ذلك في الحلقات الأولى من هذا البحث.