ولا بأس بذكر جملة من أحواله فنقول :
إنّه رحمهالله من أهل آمل مازندران ، والظاهر أنّ مولده في كربلاء المشرّفة ، ببالي أنّه مسموع من لسانه الشريف ، عاش في كربلاء أكثر عمره الشريف ، واشتغل أوّلا على السيّد الأُستاد الآقا السيّد محمّد ابن الآقا السيّد علي الآتي ذكرهما ، ثمّ الآقا السيّد علي والد السيّد الأستاد في تسع سنين في الأصول والفقه ، فصار محسوداً بين الحاسدين ، مستغنياً عن الاشتغال ، وقابلاً للإفتاء ، ومجتهداً بصيراً وجامعاً لجميع الشرائط المعتبرة»(١).
وذكر السيّد محمّد شفيع البروجردي : «أنّه بعد الاستفادة من درس أستاذه ارتحل إلى ديار العجم وبقي في كلّ مدينة شهراً أوشهرين أوأشهر ، واشتغل بالسياحة ـ ومنظوره رحمهالله تحصيل الأسباب والكتب ـ ثمّ رجع مع أبيه رحمهمالله بعد زيارة مولانا ثامن أئمّة الهدى عليهالسلام إلى كربلاء ـ شرّفها الله تعالى ـ وحضر درس أُستاذه رحمهالله ، لكن أُستاذه صار شيخاً معمّراً ، فاشتغل هو بالمطالعة والمباحثة وجدّ كمال الجهد حتّى صار مدرّساً ماهراً نزير النظير ، وصار مجلسه مملوّاً من العلماء العظام ، وببركة أنفاسه الشريفة ترقّى جمع كثير في مدّة يسيرة من حضيض التقليد إلى أوج الاجتهاد»(٢).
وكذا قال : «صرف عمره الشريف في تربية الطالبين ، وكان له مجلسان : أحدهما للمنتهين والآخر للمبتدئين ، ويدرّس في أيّام التعطيل
__________________
(١) الروضة البهيّة في الإجازة الشفيعيّة ، ص٣١ و ٣٢.
(٢) راجع : الروضة البهيّة في الإجازة الشفيعيّة ، ص٣٢. مع تفاوت يسير.