إنّ هذا التفسير رغم دقّته لا يبدو صحيحاً ، فإنّ بين الشاهد الذي ساقه الوزير المغربي وهذه الآية فرقاً لم يلتفت إليه ، فإنّ الفعل (طاب) إذا ورد غير مقرون بحرف الجرّ قد يفيد معنى البلوغ ، كما في الشاهد الذي ذكره الوزير المغربي ، بيد أنّ مفهوم البلوغ لا يتناسب مع التعبير بـ : (لكم) ، وإنّ تعدية هذا الفعل بحرف الجرّ يحتاج إلى تكلّف شديد ، من هنا يبدو أنّ ما ذهب إليه الوزير المغربي في تفسير الآية بعيداً جدّاً.
٤ ـ لقد استشهد الوزير المغربي في تفسير الآيات بالكثير من الأشعار(١).
٥ ـ ويقوم أحياناً بتفسير آية من خلال النظر إلى آية أخرى(٢).
٦ ـ كما أنّ دقّته في المفردات واجتهاداته اللغوية لفهم الكلمات مثيرة للاهتمام(٣) ، حتّى أنّه لا يغفل المعاني اللغوية البعيدة للكلمة أيضاً(٤).
٧ ـ كما أنّه يستعين أحياناً لتوضيح رأيه بالأمثلة العرفية أيضاً(٥).
٨ ـ وإنّ شعر أبي رعاية السلمي ـ الذي عبّر عنه الوزير المغربي قائلاً : «إنّه أفصح بدويٍّ أطاف بنا وأغزرهم رواية» ـ يُعَدُّ من الأشعار التي اعتمدها
__________________
(١) انظر الموارد رقم : ٤ و ١٠ و ١٢ و ٢٨ و ٣٠ و ٣٥ و ٤٠ و ٤٤ و ٤٥.
(٢) انظر الموارد رقم : ٥ و ٨ و ١٣ و ٤٧.
(٣) انظر الموارد رقم : ٤ و ١٨ و ٢١ و ٣٠ ، وانظر أيضاً المورد رقم : ٣٩ و ٥٠.
(٤) انظر مثلاً الموارد رقم : ١٠ و ١٢ و ٢٩.
(٥) انظر الموارد رقم : ١٤ و ٢١و ٢٦.