الوِرْق الصادحة في فضل سورة الفاتحة ؛ ألّفه (١٣٤٩ هـ)(١).
هذا المخطوط :
هو عبارة عن محاورة متخيّلة بين الفقر والغنى ، ألّفها لأهل الدورق ، لما كانوا يعانونه من فقر مدقع ؛ فكانت هذه الرسالة مواساةً لهم ، وترويحاً ، وقد استشهد رحمهالله بآيات قرآنية ، وأحاديث نبوية شريفة ، وبما ورد عن أئمّة أهل بيت العصمة ؛ كما استشهد بكلام أمير المؤمنين ، والإمام السجّاد ، والإمامين الباقر والصادق ، والإمام الكاظم عليهمالسلام بربط فنيّ جميل ؛ فهذه المحاورة الأدبية المتخيّلة بين الغنى والفقر ذكرها الشيخ الغرّاوي ، بأبهى صورة من صور النسج الأدبي الرصين ، بربط بلاغي ، بديعي ، لغوي بمنتهى الروعة ؛ فبعد أن أدلى الغنى بحججه القوية والدامغة ردّ الفقر عليه بالمثل ، مستنداً إلى مواضع الأدلّة نفسها وزاد عليها ، وبعدها ردّه الغنى وهكذا حصلت الحكومة (القوّة المتخيّلة) أو المتصرّفة التي إن كان تصرّفهما بتدبير العقل سمّيت مفكّرة وإن كان بتدبير الوهم سمّيت متخيّلة التي اعتذرت بأن جعلت الأمر للقوّة العاقلة ، التي هي الفصل لا الهزل ، وقد قبل (الغنى والفقر) الحكم بينهما وخرجا راضيين ، فقال في الختام لهما : وأنتما إذا تأمّلتما فيما ذكرته لكما من الأخبار تجدانها ظاهرة فيما ذكرته لكما وعلى ما استفدته منها وبيّنته
__________________
(١) الذريعة ٢٥/٦٦.