فعبّر عن المال ؛ ولأن أكثر النماذج ابتلاءً هم المؤمنون ومنهم العلماء فقد دأب الأدباء منهم إلى تكوين محادثات متصوّرة بين هذين المتنافرين اللذين لا يجتمعان أبداً ، وقد ذكر الآلوسي في روح المعاني : «.. وينجرُّ الكلام إلى مسألة تفضيل الفقير الصابر على الغني الشاكر ، وهي مسألة طويلة الذيل قد ألّفت فيها الرسائل»(١) ومن هذه الرسائل :
الرسالة الأولى : شرف الفقر على الغنى ، لأبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الكلاباذي المتوفّى سنة (٣٤٠هـ)(٢).
الرسالة الثانية : شرف الفقراء المتحقّقين على الأغنياء المنفقين(٣) ، محمّد بن خفيف بن اسكفشاذ الضبّي مولاهم ، الشيرازي الأصل (أبو عبد الله) ، صوفي مشارك في بعض العلوم ، توفّي في ٢٣ رمضان (٣٧١هـ) ، من مؤلّفاته الكثيرة ، شرح الفضائل ، الفصول في الأصول ، جامع الإرشاد ، وفضل التصوّف(٤).
الرسالة الثالثة : تفضيل الفقير الصابر على الغني الشاكر ، لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي التميمي الشافعي المتوفّى سنة (٤٢٩هـ)(٥) ، له مصنّفات عدّة منها : إبطال القول بالتولّد ، بلوغ المدى في أصول الهدى ،
__________________
(١) روح المعاني ٣/٢٢٣.
(٢) كشف الظنون ٢/١٠٤٥ ، معجم المؤلّفين ١/١٠٥.
(٣) إيضاح المكنون ٢/٤٧.
(٤) معجم المؤلّفين ٩/٢٨٢.
(٥) كشف الظنون ١/٤٦٢ ـ ٤٦٣ ، هدية العارفين ١/٦٠٦.