رِسَالَةٌ
فِي حُكُومَةِ الفِكْرِ الحُرِّ فِي مُخَاصَمَةِ الغِنَى والْفَقْرِ
للحَقِيرِ مُحمَّدِ الرِّضَا الغَرَّاويِّ (عفَا اللهُ عنْهُ)
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
وبِهِ نسْتَعِينُ
الحَمْدُ للهِ العَلِيمِ القَدِيرِ والْحَكِيمِ الخَبِيرِ الذِي جعَلَ الغِنَى والفَقْرَ آيتَينِ مِنْ آيَاتِهِ ، ودَلِيلَينِ دَالَّينِ عَلَى استِقَامَةِ نِظَامِ مخْلُوقَاتِهِ ؛ ليتَّخِذَ بعضُهُمْ بعْضاً سِخْرِيّاً فِي مآرِبِهِ وَحاجَاتِهِ ، ويُصِلحَ بهِمَا أَحْوالَهُمْ وشُؤونَهُمْ ، ويُنَظِّمَ فِيهِمَا أُمُورَهُمْ ، ويخْتَبِرَ بالمَوْتِ والْحَياةِ طَاعَتَهُمْ لَهُ ومَعْصِيَتَهُمْ ؛ فَصَارا مِحْنَةً وفِتْنَةً لَهُمْ ؛ ليَعْرِفَ أَمْثالُهُمْ شَقَاوَتَهُمْ وسَعَادَتَهُمْ.
وَالصَّلَواتُ التَّامَّةُ الزَّاكِيَةُ والتَّحيَّاتُ العَامَّةُ النَّامِيَةُ عَلَى أَشْرِفِ برَيَّتِهِ وأفْضَلِ خَلِيقَتِهِ نَبِيِّنا الْمَحْمُودِ الأَحْمَدِ ، وَالرَّسُولِ الْمُسدَّدِ ، الْمُصْطَفَى مُحمَّد ، الذِيْ أَرْسَلَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ؛ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، وعَلَى آلِهِ الطَّيّبينَ الأَخْيارِ ، الأَئِمَّةِ الأَبْرَارِ ، والسَّادَةِ الأَطْهَارِ ؛ عَلَيهِمْ أَفْضَلُ صَلَواتِ المَلِكِ الْجَبَّارِ مَا اخْتَلَفَ اللَيْلُ والنَّهَارُ مِنَ الآنَ وقَبْلَ الآنِ وبَعْدَ الآنِ إِلَى قِيَامِ يَومِ الدِّينِ ...
وَبَعْدُ ؛
فَيَقُولُ الْمُحْتَاجُ إِلَى عَفْوِ رَبِّهِ الدَّائِمِ ، العَبْدُ الآثِمُ مُحَمَّدُ الرِّضَا ابْنُ القَاسِمِ