الشَّهِيرِ بـ : (الْغَرَّاويِّ) وَفَّقَهَ اللهُ تَعَالَى لِصَالِحِ الأَعْمَالِ ، وجَنَّبَهَ الخَطَأَ والزَّلَلَ بالأَقْوَالِ ، والأَفْعَالِ وحَشَرَهُ مَعَ مُحَمَّد وآلِهِ أُولِي الفَضائِلِ وَالأَفْضَالِ ، ونَجَّاهُ فِي يَومِ مَعَادِهِ مِنْ فَظَائِعِ الأَهْوَالِ :
لَـمَّا أَنَاخَتْ بِي مَطَايَا السَّفَرِ بِأَرْضِ الدَّوْرَقِ ، وَأَلْقَيْتُ رَحْلَ السَّيْرِ عَنْهَا فِي دَارِ الرَّجُلِ المُوفَّقِ ، وجُعَيفَرِ الْجُودِ المُدَفَّقِ ، المُهَذَّبِ الأَمْجَدِ جَنابِ الحَاجِّ أَحْمَدَ(١) ، وَكَانَ فِي كُلِّ سَنَة مَقَرِّي وَقَرَارِي لَدَيْهِ ، وَنُزُولِي ونُزُلِي عَلَيْهِ ، ألَّفْتُ بِتَوْفِيقِ اللهِ لِي وفَضْلِهِ عَلَيَّ فِي مُدَّةِ خُلُودِي إِلَيهِ كِتَابَ : مُدِرُّ الْعَبَراتِ فِي ذِكْرِ وَفَياتِ النَّبىِّ ((صلى الله عليه وآله)) وآلِهِ الأئمَّةِ الهُدَاةِ(٢) ، وَكِتَابَ : فَوَائِدُ الأَسْفَارِ فِي أَسْمَاءِ بَعْضِ النَّباتَاتِ وَالأَشْجَارِ(٣) ، وَفَرَغْتُ وَللهِ الحَمْدُ وَالشُّكْرُ مِنْ تَأْلِيفِهِمَا وتَحْرِيرِهِمَا وتَدْوِينهِمَا ، فَمَضَتْ عَلَيَّ عِدّةُ أَيَّام مَعْدُودَات ، مُتَشَاغِلا أَيْضاً بِتَعْلِيمِ بَعْضِ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ لِمَنْ يَحْضَرُنِي ، أَوْ أَحْضُرُ عِنْدَهُ ، وَإِلْقَاءِ بَعْضِ الْمَوَاعِظِ وَالإِرْشَادَاتِ عَلَيهِمْ ، وَبَثِّ جُمْلَة مِنْ فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ عليهمالسلام إِلَيهِمْ فِي بَعْضِ الْكَلِمَاتِ ؛ إِذْ عَرَضَ لِي فِي صَحَائِفِ الْفِكْرِ وَالبَالِ تَخَيُّلُ مُنَازَعَة بَيْنَ الفَقْرِ والغِنَى وَقَعَتْ ، وَمُخَاصَمَة مَشْهُورَة قَدْ ثَارَتْ لَدَيْهِمَا وَصَدَرَتْ ؛ نَظَراً إِلَى
__________________
(١) أحمد ابن الحاج فضيل من عشيرة العساچر ، كان صديقاً للمصنّف ، وكان ينزل المصنّف عنده حين يذهب لزيارة أعمامه من قبيلة الغرّة ، الذين يقطنون الأهواز. لقاء مع الشيخ رافد الغرّاوي ، في تاريخ ٢٠/١/٢٠١٧م.
(٢) وهو ديوان شعره ، في النبي وآله ، وقد حقّقته بالاشتراك مع الدكتور عبد الهادي الشاوي.
(٣) موجودة عند الشيخ رافد الغرّاوي ، في مكتبته الخاصّة.