حول مفردة (الكرسي) ومشتقّاتها ، وهي شبيهة بالنقل الرابع لأبي حيّان(١) ؛ من هنا يحتمل أن تكون جميع هذه التوضيحات اللغوية مأخوذة عن كلام الوزير المغربي ، وأنَّ نقل أبي حيان مجرّد تلخيص لكلامه. وفي الأساس هناك احتمال أن تكون بعض آراء الوزير المغربي موجودة في تضاعيف تفسير التبيان من دون نسبتها إليه ، ومن الصعب التعرّف إليها.
تفسير المغربي في برهان الزركشي :
لقد جاء في كتاب البرهان في علوم القرآن لمحمّد بن عبد الله الزركشي (٧٤٥ ـ ٧٩٤ للهجرة) ذكر الوزير المغربي وتفسيره وهو ممّا يُلفت الانتباه ، فهو في البحث عن أساليب القرآن والفنون البلاغية فيه قد عدّد موارد استعمال الاسم الظاهر بدلاً من الضمير ، وقال :
«الخامس : إزالة اللبس حيث يكون الضمير يوهم أنّه غير المراد كقوله تعالى ... وقوله تعالى : (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ) كرّر السّوء ؛ لأنّه لو قال : (عليهم دائرته) ؛ لالتبس بأن يكون الضمير عائداً إلى الله تعالى. قال الوزير المغربي في تفسيره»(٢).
__________________
(١) تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٣٠٩ ، من عبارة «أمّا العلم» في وسط الصفحة إلى عبارة «أصل الباب الكرسي : تراكب الشيء بعضه على بعض» في ص ٣١٠ (طبعة جامعة المدرّسين ، ج ٣ ، ص ٤٤١ ـ ٤٤٢).
(٢) الزركشي ، البرهان في علوم القرآن ، تحقيق : د. المرعشي وآخرين ، ج ٣ ، ص ٦٥.