وَسَأُنَبِئُكَ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ، وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَى سَمَاعِهِ صَبْراً ، وَحَسْبِي وإيَّاكَ صِيتاً عِنْدَ الْخَلْقِ وَذِكْراً أَنَّ اللهَ ـ جَلَّ جَلالُهُ وَتَقَدَّسَتْ فِعَالُهُ ـ قَدْ تَمَدَّحَ فِي كِتَابِهِ الشَّرِيفِ وَخِطَابِهِ الْمُنِيفِ بِاسْمِي ، وَكَفَانِي بِهَذَا فَضْلا وَفَخْراً ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ : (وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً)(١) ، وَقَالَ تَعَالَى : (لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(٢) ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(٣) ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى سَمَّاكَ شَرّاً ، وَسمَّانِي خَيْراً ؛ فَقَالَ أَيْضاً عَزَّ منْ قَائِل : (إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً)(٤) ، وَقَدْ جَعَلَنِي اللهُ تَعَالَى مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ التِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ ، وَأَكْبَرِ الْـمِنَنِ التِي امْتَنَّ بِهَا عَلَى خَلْقِهِ فِي بِلادِهِ ؛ فَقَالَ ، وَقَوْلُهُ الْحَقُّ : (وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(٥) ، وَحَسْبِي أَيْضاً جَلالَةً وَقَدْراً أَنْ جَعَلَنِي ـ جَلَّ وَعَلا ـ مِنَ النِّعَمِ التِي امْتَنَّ بِهَا عَلَى نَبِيِّهِ الأَكْرَمِ ؛ فَقَالَ :
__________________
وإذا الفقير أصاب قالوا لم يُصبْ |
|
وكذبت يا هذا وقلت ضلالا |
إنّ الدراهم في المواطن كلِّها |
|
تكسوا الرجال مهابةً وجلالا |
فهي اللسان لمن أراد فصاحةً |
|
وهي السلاح لمن أراد قتالا |
ينظر : معجم الأدباء ١٨/٣٠٤ ـ ٣٠٥.
(١) النساء : ١٣١.
(٢) الحج : ٦٤.
(٣) فاطر : ١٥.
(٤) المعارج : ١٩ ـ ٢١.
(٥) الإسراء : ٦.