التي منحتها مستحقّيها فهي الدليل الواضح على ما تقدّم.
تعدّدت الطرق في الإجازة ؛ فمن العلماء من كان يجيز تلاميذه بالرواية عنه لكتاب واحد ، وبعضهم لمجموع ما كتبه ، ومثال ذلك ما ذكره العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف (ت ٧٢٦ هـ) في إجازته الكبيرة.
وللإجازة أركان حدّدها أهل الفنّ ومنهم التهانوي في كتابه كشّاف اصطلاحات الفنون(١) تنحصر في الشيخ والمجيز والمجاز له. كما أنّ العديد من العلماء ألّفوا رسائل تتضمّن تعريف الإجازة وحقيقتها ومعناها وقسّموا الإجازات على خمسة أقسام وزاد بعضهم إلى أكثر من ذلك.
فمن تلك الأقسام : إجازة معيّن لمعيّن ، وإجازة معيّن في غير معيّن مثل (أجزتك جميع مسموعاتي أو مرويّاتي). وقسم ثالث من الإجازات : إجازة المجاز وبعضهم يسمّيها إجازة الإجازة ، ونصّها : أجزت لك جميع مجازاتي. أمّا القسم الرابع من الإجازات : إجازة العموم ، وهي أن يجاز غير معيّن بوصف العموم ممّن هو حيّ يرزق كأن يقول المجيز : (أجزت المسلمين) أو أجزت كلّ واحد ، أو أجزت أهل زماني ، وقد جوّزها بعض علماء الجمهور كالخطيب البغدادي والقاضي عياض في (الفصل المبين لجمال الدين بن محمّد القاسمي ، مخطوط ، الورقة ١٩). ومن علماء الإمامية من لا يقرّ مثل هذه الإجازات ويعدّونها باطلة. وهناك عدد من علماء الجمهور من أهل السنّة أجازوا الطفل فعدّت أجازته مشروعة ، إلاّ أنّ الإمامية يجيزون ذلك في
__________________
(١) كشّاف اصطلاحات الفنون ١ / ٢٠٨.