حالة واحدة : إذا كان الطفل سيدرس كتاباً معيّناً لأستاذه وحذقه بصورة تامّة فيعدّ هذا الطفل مجازاً بعد بلوغه سنّ الرشد ، وذلك لثقة المجيز بصحّة مرويّاته كما حدث مع السيّد ابن طاووس رضي الدين علي بن موسى (ت ٦٦٤) ومع العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف (ت ٧٢٦هـ).
أمّا القسم الخامس : إجازة المعدوم ؛ مثل : أجزت لفلان ولمن يولد ، أو أجزت لك ولولدك ولعقبك ما تناسلوا ، وقد أبطلها الإمامية.
وقد اختلفت أساليب ديباجة الإجازة باختلاف المجيزين إلاّ أنّهم اتّفقوا على بدئها بالبسملة والحمدلة والتشهّد ثمّ الانتقال إلى ذكر ما يتعلّق بالمجاز وذكر من أجازه ثمّ الانتقال إلى ما أجاز به المجاز ومن ثمّ الختام الذي يتضمّن بعض الوصايا للمجاز كالاستقامة والعدل والتقوى وذكر الله تعالى الذي يجب أن لا يغيب عن باله في السرّ والعلن ثمّ الدعاء للمجاز ولسائر المؤمنين.
وبهذه المناسبة أودّ أن أؤكّد للباحثين أنّ العديد من الجامعات الأمريكية والأوربية قد حذت حذو العلماء المسلمين في منح الإجازة لطالبيها معتمدين الأسس نفسها التي عمل بها علماء الإسلام والتقيّد بأنظمتها السارية حتّى يوم الناس هذا ، ويسمّى هذا المنهج بالتعلّم عن بعد وعن طريق الانترنت.
وصفوة القول أؤكّد أنّ الإجازة هي كفاءة لا مكافأة ، وأرجو أن لا تكون جسراً أو معبراً من أجل وجاهة زائفة أو تباهياً غير مبرّر بعيداً عن الأهداف السامية التي أراد الأقدمون لها ، كوسيلة لنقل حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته