حيث تشير هذه العبارة إلى أنّ الوزير المغربي فيما يتعلّق بتمييز الكلام السليم من غيره بمنزلة الخبير بمعرفة الجواهر ، بالإضافة إلى سرعة فهمه وإدراكه لمعانيها بثاقب فطنته ، ثمّ استطرد قائلاً :
«وأرى من سبق هذه الحضرة العالية ـ أدام الله أيّامها ـ إلى أبكار المعاني واستخراجها من غوامضها وتصفيتها من شوائبها وترتيبها في أماكنها ، ما ينتج الأفكار العقيمة ، ويُذكّي القلوب البليدة و ...».
وفي هذه العبارة إشارة إلى تمكّن الوزير المغربي من الإبداع والتمييز بين السليم والسقيم وتنظيمه الصحيح للمطالب.
فإنّ الدقّة الموجودة في مؤلّفات الوزير المغربي لدليل واضحٌ على هذه الخصائص المتوفّرة لديه.
وسوف تكون لنا عودة لتقييم آرائه التفسيرية كما سنأكّد مرّة أخرى على نظريّاته المبتكرة.
ثمّ وصف السيّد المرتضى مجلس الوزير بالسوق العامرة التي لا تعرض فيها إلاّ البضائع الثمينة ، وأمّا البضائع الرديئة فلا مكان لها في هذه السوق أبداً ، وقد سأل الله أن يديم هذه النعمة.
تعدّ رسالة المقنع في الغيبة من المصادر الهامّة والأمّ فيما يتعلّق بغيبة الإمام المنتظر (عج) ، وقد كانت هذه الرسالة ـ التي هي عبارة عن تحليل كلامي بديع في هذا المجال ـ مصدراً رئيسيّاً لكتاب الغيبة للشيخ الطوسي ، ولكتاب إعلام الورى للشيخ الطبرسي ، كما صرّح بذلك مصحّح هذه الرسالة