في الفترة الأخيرة من وزارة المغربي أو عندما تزعزع الموقع السياسي للوزير المغربي.
وإثر الفتنة التي وقعت بين العلويّين والعبّاسيّين في الكوفة(١) ، عمد الأمير قرواش إلى نفي أبي القاسم المغربي بأمر من الخليفة العبّاسي(٢) ، فانتقل إلى ديار بكر ، وتولّى الوزارة للأمير عليها وهو أحمد بن مروان ، حتّى وافته المنية في ميافارقين ، في الحادي عشر من شهر رمضان سنة ٤١٨ للهجرة عن عمر ناهز الثامنة والأربعين سنة(٣) ، فحملت جنازته طبقاً لوصيّته إلى الكوفة ، ودفن إلى جوار مرقد الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام.
مدح السيّد المرتضى للوزير المغربي :
وقد ذكر السيّد المرتضى في معرض كلامه في بداية رسالة المقنع عبارات في مدح الوزير المغربي وهي عبارات جديرة بالالتفات ، حيث اعتبر من بين أهمّ ما يميّز الوزير المغربي أنّه يعتبر خبيراً في معرفة فنون الكلام وقد شبّهه بالقول : «عرض الجواهر على منتقدها ، والمعاني على السريع إلى إدراكها ، الغائص بثاقب فطنته إلى أعماقها»(٤).
__________________
(١) المصدر أعلاه ، ج ٦ ، ص ١٠ ـ ١١ ؛ بغية الطلب في تاريخ حلب ، ج ٦ ، ص ٢٥٥٢.
(٢) الكامل في التاريخ ، ج ٦ ، ص ٢٠.
(٣) بغية الطلب ، ج ٦ ، ص ٢٥٥٥ ؛ تاريخ دمشق ، ج ١٤ ، ص ١٠٩.
(٤) السيّد المرتضى ، المقنع ، ص ٣٢.