وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(١).
«والسبب الذي لأجله وقع النهي عن هذه الكلمة [أي راعنا] ، قيل فيه خمسة أقوال :
وقال أبو جعفر عليهالسلام : هذه الكلمة سبّ بالعبرانية ، إليه كانوا يذهبون. قال الحسين بن عليّ المغربي : فبحثتهم عن ذلك فوجدتهم يقولون : راع رن. قال : على معنى الفساد والبلاء ، ويقولون : (أنا) بتفخيم النون وإشمامها بمعنى ، لأنّ مجموع اللفظين واللفظتين فاسد ؛ لأنّ لمّا عوتبوا على ذلك قالوا : إنّا نقول كمايقول المسلمون ، فنهي المسلمون عن ذلك.
ولمّا كان معنى (راعنا) يراد به النظر قال : قولوا ـ عوضها ـ : انظرنا أي انظر الينا ، (واسمعوا) ما يقوله لكم الرسول»(٢).
٨ ـ (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)(٣).
«أم على ضربين : متّصلة ومنفصلة ، فالمتّصلة عديلة الألف وهي مفرّقة لما جمعته (أيّ) ، كما أنّ (أو) مفرّقة لما جمعته (أحد) ؛ تقول : اضرب أيّهم شئت أزيداً أم عمراً أم بكراً ، والمنفصلة غير المعادلة لألف الاستفهام قبلها لا
__________________
(١) البقرة : ١٠٤.
(٢) تفسير التبيان ، ج ١ ، ص ٣٨٩ ، (ج ٢ ، ص ٤٤٤) ، يبدأ الشيخ الطوسي البحث بشأن (انظرنا واسمعوا) بعد عدّة أسطر ، ولذلك يبدو أنّ هذا المقطع هو استمرار لكلام الحسين بن عليّ المغربي ، وإنّ الشيخ الطوسي إنّما نقله هنا كي لا ينقطع كلامه.
(٣) البقرة : ١٠٨.