تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)(١).
«قوله : (كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ ...) اختلف في معناه ...
وقال المغربي : معناه : كذلك كنتم أذلاّء آحاداً إذا صار الرجل منكم وحده خاف أن يختطف»(٢).
٢٥ ـ (فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيماً * دَرَجَات مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيماً)(٣).
«فإن قيل : كيف قال في أوّل الآية : (فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) ، ثمّ قال في آخرها : (وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيماً) وهذا ظاهر التناقض؟!
قلنا : عنه جوابان : ... والثاني : قال أبو عليّ الجبائي : أراد بـ «الدرجة» الأولى : علوّ المنزلة وارتفاع القدر على وجه المدح لهم ، كما يقال : فلان أعلا درجة عند الخليفة من فلان ، يريدون بذلك أنّه أعظم منزلة ، والثاني أراد الدرجات في الجنّة التي تتفاضل بها المؤمنون بعضهم على بعض على قدر
__________________
(١) النساء : ٩٤.
(٢) تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ ، (ج ٥ ، ص ٤٩) ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١٤٦.
(٣) النساء : ٩٥ ـ ٩٦.