تفسير سورة المنافقين أو مصيبة الموت لمّا تضرّع إلى رسول الله عليهماالسلام في الإقالة والاستغفار ، واستوهبه ثوبه ليتّقي به النار. يقولون : [ما] (أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً) أي بكلامه بين الفريقين المتنازعين في غزوة بني المصطلق.
وقوله : (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ)(١) يأساً منهم ، و (عِظْهُمْ) إيجاباً للحجّة عليهم ، و (قُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) فيه دلالة على فضل البلاغة وحثّ على اعتمادها»(٢).
٢٣ ـ (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَالَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيماً)(٣).
«قال الحسين بن عليّ المغربي : المعنى ليس يتمنّون الكون معهم في الخير والشرّ كأهل المودّات ، وإنّما يتمنّون ذلك عند الغنيمة كالبعداء يذمّهم بسوء العهد مع سوء الدين»(٤).
٢٤ ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ
__________________
(١) النساء : ٦٣.
(٢) تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٢٤١ ، (ج ٤ ، ص ٥٠٨) ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١٠٣. جدير بالذكر أنّ الآية التي تلي هذه الآية هي قوله تعالى : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) ، النساء : ٦٣. ويبدو أنّ المغربي قد فسّر كلا الآيتين مرّة واحدة ، وقد عمد الشيخ الطوسي إلى إيراد كلّ كلامه كي لا ينقطع تسلسله. وقد جاء تفسير الآية التالية في تفسير التبيان بعد ذلك بشكل مستقلّ ، وقد أكّد هناك على فضل البلاغة مجدّداً.
(٣) النساء : ٧٣.
(٤) تفسير التبيان ، ج ٣ ، ص ٢٥٦ ، (ج ٤ ، ص ٥٢٦) ؛ روض الجنان ، ج ٦ ، ص ٢٠.