وهذا هو المعتمد عليه.
والثالث : قال قوم : إنّ التبديل إنّما هو للسرابيل التي ذكرها الله في قوله : (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَان)(١) ، فأمّا الجلود فلو عذّبت ثمّ أوجدت لكان فيه تفتير عنهم. وهذا بعيد ؛ لأنّه ترك للظاهر وعدول بالجلود إلى السرابيل ولا نقول : إنّ الله تعالى يعدم الجلود ، بل على ما قلناه يجدّدها ويطريها بما يفعل فيها من المعاني التي تعود إلى حالتها ...
ويقوّي ما قلناه أنّ أهل اللغة يقولون : أبدلت الشيء بالشيء إذا أزلت عيناً بعين ، كما قال الراجز :
(عزل الأمير بالأمير المبدل)
وبدّلت ـ بالتشديد ـ إذا غيّرت هيئته والعين واحدة يقولون : بدلّت جبّتي قميصاً إذا جعلتها قميصاً ذكره المغربي»(٢).
٢٢ ـ (فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً)(٣).
«قال الحسين بن عليّ المغربي : الآية نزلت في عبد الله بن أبىّ وما أصابه من الذّل عند مرجعهم من غزوة (بني المصطلق) وهي غزوة المريسيع حين نزلت سورة المنافقين. فاضطرّ إلى الخشوع والاعتذار وذلك مذكور في
__________________
(١) إبراهيم : ٥٠.
(٢) تفسير التبيان ، ج ٢ ، ص ٢٣١ ، (ج ٤ ، ص ٤٩٨) ؛ متشابه القرآن ومختلفه ، ج ٢ ، ص ١١٤ و ٢٨٥.
(٣) النساء : ٦٢.