أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) و (الإطفاء) ، إذهاب نور النار ، ثمّ استعمل في إذهاب كلِّ نور ، و (نور الله) القرآن والإسلام في قول المفسّرين : السدّي والحسن. وقال الجبّائي : (نور الله) الدلالة والبرهان ؛ لأنّه يهتدى بها. وواحد الأفواه (فم) في الاستعمال ، وأصله (فوه) فحذفت (الهاء) وأبدلت من (الواو) (ميم) ؛ لأنّه حرف صحيح من مخرج الواو مشاكل لها.
ولمّا سمّى الله تعالى الحجج والبراهين نوراً سمّى معارضتهم له إطفاء ، وأضاف ذلك إلى الأفواه ؛ لأنّ الإطفاء يكون بالأفواه وهو النفخ وهذا من عجيب البيان ، مع ما فيه من تضعيف شأنهم وتصغير كيدهم ؛ لأنّ النفخ يؤثّر في الأنوار الضعيفة دون الأقباس العظيمة ، ذكره الحسين بن عليّ المغربي»(١).
٥٧ ـ (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)(٢).
«وقوله : (لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) قيل : إنّ معناه لأميتوا كأنّه قيل : لقطع أجلهم وفرغ منه. قال أبو ذؤيب :
وعليهما مسرودتان قضاهما |
|
داود أو صنع السوابغ تبّع. |
وقال الحسين بن عليّ المغربي : معناه ردّ قطع أجلهم إليهم لكون السبب فيه دعاؤهم»(٣).
وللبحث صلة ...
__________________
(١) تفسير التبيان ، ج ٥ ، ص ٢٠٧.
(٢) يونس : ١١.
(٣) تفسير التبيان ، ج ٥ ، ص ٣٤٦.