بوفرة النتاج العلمي وتشعّبه في فنون المعرفة ؛ فقد عرف عنه الشغف في الكتابة والتأليف(١) ، ولم يتأتّ له ذلك إلاّ بكثرة المطالعة والتتبّع.
قال السيّد العاملي «وكان كثير الحفظ لا يكاد ينسى ما سمعه أو رآه من منثور أو منظوم ، وكان لا يفتر عن التصنيف. وفي تتمّة أمل الآمل : أجازه السيّد محمّد تقي القزويني تلميذ السيّد محمّد المجاهد إجازة مبسوطة تاريخها ثامن المحرّم سنة١٢٤١ ، وأثنى عليه فيها ثناء حسناً ، وكان قدّس الله روحه طويل الباع كثير الاطّلاع جيّد الحفظ ، رأيت يوماً بيده كتاب قرب الإسناد ، للحميري فقلت له : ما هذا الكتاب؟ فقال : قرب الإسناد فقلت له : جئتَ به إلى كربلاء؟ قال نعم ، إنّ من عادتي إذا عثرتُ على كتاب لم أكن رأيته قبل أن لا أضعه من يدي حتّى أفرغ من تمام ما فيه ، وجرى يوماً ذكر الشعراء الأقدمين ، فأخذ يتكلّم ويقرأ لهم من الشعر ما بهرني ، وكان من جوامع العلم به في كلّ علم خبرة واطّلاعاً»(٢).
وقد تأتّى له ذلك بسبب الحافظة القويّة. وقد نقل السماوي حادثة طريفة لا بأس بإيرادها ، «نُقل أنّه جلس في الصحن إلى كتبي اسمه : خدا بخش (أدركته أنا) فأخذ كتاب لغة وأطال فيه النظر حتّى استقصاه ؛ ثمّ سأله عن ثمنه فأسقطه فقال : إنّي حفظته فإن شئت اشتريته بثمنه ؛ فاستغرب جلساؤه فأخذوا الكتاب واستقرؤوه فأخذ يلقي عليهم ما طلبوه من
__________________
(١) السيّد مهدي القزويني ، .... دراسة تاريخية : ٢٣٨.
(٢) أعيان الشيعة ١٠/١٤٥.