السود تخفق والرجال زمراً زمراً تنشد الأراجيز المحزنة حتّى دخلوا النجف عصر يوم الأحد (٢٥) ربيع الأوّل من تلك السنة ، فالشيخ القرشي دفن بداره قرب الصحن الغروي جهة الشرق ، وأمّا السيّد مهدي القزويني فقد دفن في المقبرة القزوينية وهي معروفة اليوم بالنجف بين مقبرتي السيّد حسين الترك الكوهكمري من جهة الشرق والشيخ محمّد حسن الجواهري من جهة الغرب ويفصل بينهما زقاق نافذ ، وقد شيّدها ولده الميرزا صالح ووسعها ، وأصبحت مقبرة آل القزويني من المعالم العمرانية الشاخصة بمدينة النجف ، وقد وضعت لوحة على الباب الخارجي للمقبرة كتبت على الكاشي الأخضر ، منقوشاً عليها تاريخ سنة تشييدها وهو عام (١٣٠٠هـ/١٨٨٣م) ، وقد أزيلت هذه التحفة النادرة مؤخّراً ضمن مشروع الإعمار الذي طال الواجهة وغيرها دون الإلتفات إلى القيمة الأثرية لها(١).
وقد أجمعت المصادر على أنّ السيّد مهدي القزويني الكبير رحمهالله ولد (١٢٢٢هـ) ، وتوفّي (١٣٠٠هـ) ، إلاّ أنّ هناك من ذكر غير ذلك وهو إسماعيل باشا البغدادي إذ قال : «ولد سنة (١٢١٢هـ) وتوفّي سنة (١٣٠١هـ) أحد وثلاثمائة وألف»(٢).
وهو تاريخ ليس صحيحاً ؛ فقد اشتُهر تاريخ ولادته ، وتاريخ وفاته ، بين العوامّ والخواصّ من الشيعة ، ومن غيرهم(٣).
__________________
(١) السيّد مهدي القزويني الكبير .... دراسة تاريخية : ٢٥٥ ـ ٢٥٦.
(٢) هديّة العارفين ٢ / ٤٨٥.
(٣) الأعلام ٧ / ١١٤ ، معجم المؤلّفين ١٢ / ٥٦ ، معجم المؤلّفين العراقيّين ٣ / ٢٥٣.