العراقية ولمّا اقتربنا من مدينة السماوة توفّي السيّد مهدي القزويني عصر يوم الثلاثاء (١٣) ربيع الأوّل عام (١٣٠٠هـ/١٨٨٣م).
وأفاد أيضاً السيّد ابن كمّونة أنّ المترجم له لمّا صار محتضراً قال لنا : أبرأت ذمّة كلّ من ظلمني إلاّ من رماني بالكشفية انتهى. ولمّا دخلت جنازة السيّد إلى بلد السماوة خرج أهلها لاستقبالها وتشييعها أفواجاً أفواجاً ، وكلّما مرّ جثمانهما على قبيلة من القبائل العربية شيّعتهما بحفاوة وحزن حتّى وصلا إلى خيط السلام ، ثمّ إلى الحيرة المعروفة اليوم عند العامّة الجعارة تكون على بعد ثلاثة فراسخ وربع عن النجف ، وخرج النجفيّون يهرعون على اختلاف طبقاتهم حتّى العلماء وطلبة العلم مستقبلين بين راكب وراجل ، وسبق الجماهير في السير أشخاص من الوجوه النجفية على مراكب لهم يتقدّمهم الوجيه المقدام سلمان عدوة المعموري الزبيدي على هجين بيده سوط حتّى انتهى إلى نعش السيّد القزويني لكي يستلمه ، فرماه حسين حبيب من وجوه الحيرة وأرداه صريعاً ، حيث كان بينهم سوابق قتل ودماء ، وانخزلت الرجال وصاروا صفوفاً محاربين وكاد النعشان أن يسقطا إلى الأرض لولا أن يوضعا ، وارتجز جماعة من أهل الحيرة بأراجيز الجاهلية ... ولم يبق مع النعشين إلاّ القليل من الماءة اثنان تقريباً حيث إنّ الجماهير المجتمعة من عدّة قبائل متقابلة ، ولم يثبت إلاّ أهل العلم والطلبة الروحانيّون مع النعشين ، وحملوهما بأنفسهم في الصحراء وكنت ممّن حضر الحادث مشاهداً لأغلب الخصوصيّات ، ثمّ جاء أناس ممّن لا ربط لهم بهذه الطوائف الجريئة وأخذوا النعشين من أهل العلم ثمّ بعد تراجع الفريقان وامتلأ البرّ سواداً ، والأعلام