قال : فحدّثني الحاج علي المتقدّم بما وقع له في الطريق وحدّثني الجماعة بما وقع قبل خروجي من قراءته في المسوّدة ، وإظهار العجب من الفروع التي فيها.
قال الوالد أعلى الله مقامه : فقلت : اطلبوا الرجل وما أظنّكم تجدونه هو والله صاحب الأمر روحي فداه ، فتفرّق الجماعة في طلبه فما وجدوا له عيناً ولا أثراً ، فكأنّما صعد في السماء أو نزل في الأرض.
قال : فضبطنا اليوم الذي أخبر فيه عن فتح السليمانية ، فورد الخبر ببشارة الفتح إلى الحلّة بعد عشرة أيّام من ذلك اليوم ، وأعلن ذلك عند حكّامها بضرب المدافع المعتاد ضربها عند البشائر ، عند ذوي الدولة العثمانية».
وأمّا المرّة الثالثة فلم تذكرها الكتب التي ترجمت له.
وفاته :
حجّ مكّة المكرّمة على الطريق البرّي عام (١٢٩٩هـ/١٨٨٢م) ومعه العبد الصالح العالم الفقيه الشيخ نوح الجعفري القرشي(١) والسيّد حبيب كمّونة النجفي وجملة من الوجوه النجفيّين في قافلة واحدة ، وحدّثنا الأخير أنّه قال : لمّا أكملنا حجّنا توجّهنا إلى العراق وعندما وصلنا جبل حائل توفّي الشيخ نوح القرشي هناك وحملنا جنازته معنا ونحن نجدّ السير حتّى دخلنا الحدود
__________________
(١) ينظر : في ترجمته : معارف الرجال ٣ / ٢١٠ ـ ٢١١.