الحجّ وتوقّفه في القطيف، اضطرّ أن يسافر إلى إيران بسبب الضغوط المالية واضطراب الأوضاع الداخلية في البحرين ، وذلك بعد سقوط الصفوية ومقتل السلطان الصفوي سنة (١١٤٠هـ).
ثمّ بعد إقامته القصيرة في مدينة كرمان سافر إلى شيراز التي حظي فيها باحترام حاكمها محمّد تقي خان وتكريمه له ، فتمكّن من قضاء عدّة سنوات مستقرّة وهادئة اشتغل فيها بالتدريس والتأليف وتأدية المهامّ الدينية.
جاء في اللؤلؤة : « ... ثمّ رجعت إلى البحرين وضاق بي الحال لما ركبني من الديون التي أوجبت لي الهموم بسبب كثرة العيال وقلّة ما في اليد ... ففررت إلى بلاد العجم وبقيت مدّة في كرمان ، ثمّ رجعت إلى شيراز ، فَوفَّق الله سبحانه فيها بالإكرام والإعزاز ، وعطف الله سبحانه على قلب سلطانها وحاكمها يومئذ ، فأكرم وأنعم ، جزاه الله تعالى بالإحسان»(١).
الإقامة في فسا :
اضطربت أوضاع شيراز الداخلية هذه المرّة ، فاجتيحت المدينة في العامين (١١٥٦هـ و ١١٥٧هـ) ، فتوجّه الشيخ إلى قصبة فسا آنذاك حيث أكرمه حاكمها وحظي فيها أيضاً بالطمأنينة وراحة البال ، وبقي فيها لمدّة قضاها في التأليف والتحقيق وبالزراعة لتحصيل الرزق ، وهناك بدأ في تاليف كتابه الحدائق وأوصله إلى باب الأغسال ، لكن ما لبث أن هاجم المدينة عليمردان سنة (١١٦٥هـ) وقتل
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٤٤٤.