حفاء حديث: «حفوا الشوارب واعفوا اللحى»(١) قال : وفي كراهة حلق اللحية وتحريمها وجهان(٢) ، ولم يقُل قولان ، لأنّه لم يعثر على قائل بالكراهة ، لكنّه لم يجزم بدلالة الأمر على الوجوب.
وكذلك التقي المجلسي احتمل في الحديث المذكور الحرمة والكراهة ، قال : وإن كان ظاهر أكثر العلماء الحرمة ، لأنّهم يرون الأمر للوجوب ، ثمّ حكى عن الشهيد الأوّل ما تقدّم ، وقال : إنّ ظاهره نفي الخلاف(٣) ، إلاّ إنّه هو أفتى بوجوب الاحتياط ، وغير خفي أنّ ذلك لا يضرّ في تحصيل الإجماع في المسألة ، فإنّ الفقيه إذا رأى تسالمهم على الحرمة ، وإرسالها إرسال المسلّمات ، وعدّها في عداد الكبائر من غير نقل خلاف لأحد يشرف على القطع بالإجماع.
في ذكر كلمات علماء الجمهور :
وأمّا ما رأيته من تصريحات علماء أهل السنّة ، فهذا الغزالي حجّة الإسلام عندهم عدّ ذلك من المنكرات والمحرّمات الكبائر. قال في الإحياء : نتف الشيب مكروه كراهة التحريم ومشوّه للخلقة(٤).
وفي شرح الإحياء للزبيدي نقل ذلك أيضاً عن النووي وإرساله الحرمة
__________________
(١) معاني الأخبار : ٢٩١ ح١ باب معنى قول النبي(صلى الله عليه وآله) (حفوا الشوارب).
(٢) مجمع البحرين ٣ / ٢١١.
(٣) روضة المتّقين ١ / ٣٣٣.
(٤) إحياء علوم الدين ٢ / ٢٥٧.