الفقهاء والمحدثّين من شيوخ العربية ورجال الكلام ، هو الذي ارتحل لينشئ (المدرسة السيّارة)(١) ، ويدعو الناس إلى (الهدى إلى دين المصطفى)(٢) ، وغاص في عالم من المعرفة فسيح لينظم (آلاء الرحمن) أنموذجاً تفسيريّاً يرقى بين عنوانات التفاسير إلى جنب مجمع البيان والتبيان والكشّاف والميزان.
وأمّا بالنسبة لي فالقصور والتقصير مجسّداً في اثنتين : فيّ وفي هذه الوريقات ، وما عساي إلاّ أن تنال رضا منزّل القرآن والتوراة والإنجيل والزبور (تَعَالَى اللهُ عَمّا يُشْرِكُوْنَ) ، وأن تنعم بقبول القرّاء الكرام ، ومن الله نستمدّ الاعتصام.
وأقول كما قال صاحب الذكرى نفسه : «أتطفّل في هذا الشأن ، وأتقحّم في هذا الميدان ، جارياً على ما تقتضيه أصول العلم ، متنكّباً ما لا حجّة فيه من نقل الأقوال ، متحرّياً للاختصار مهما أمكن ، مستعيناً بالله ومستمدّاً من فضله ، وما توفيقي إلاّ بالله ، عليه توكّلت وإليه أنيب»(٣).
مقدّمة
بلاغ عن البلاغي
أجدني غير ملزم بسرد تاريخي حول نشأة البلاغي ولا بسيرة ذاتية
__________________
(١و ٢) إشارة إلى أبرز مدوّناته.
(٣) آلاء الرحمن ـ المقدّمة.